الصداقة، فرض ام اختيار ...؟؟

[color=sandybrown]نتذكر أحيانا أصدقاء لنا كانوا لنا سنداً وعوناً استفدنا منهم واستفادوا منا، فكنا لبعضنا مكملين لبعض، فحمدنا الله على ان يسرهم لنا !

ونتذكر أحيانا أصدقاء لنا جلبوا لنا مواقف مكدرة وتصرفات سيئة وسلوكيات قبيحة فحمدنا الله على انه خلصنا منهم ومن تلك السلوكيات السيئة التي تعلمناها منهم..

غالبية الناس لا يختارون أصدقاءهم، بل البيئة والموقف هما اللذان يفرضان علينا صحبة ذلك الصديق دون آخر.. هذه هي الحال بالنسبة للبيئة المدرسية وصداقاتها، فالطفل لا يستطيع أن يختار صديقه إلا بأضيق الحدود.

ويقل التأثر بالصديق في حال وصول الطفل للثانية عشرة من عمره، لأن الطفل يكون قد كون قيمه ومعاييره الاجتماعية من خلال الأسرة أو الصداقات السابقة، إلا ان ميوله للقيام بسلوك مشكل قد يستثار من قبل الأصدقاء غير الجيدين.

وفي حالات أخرى تكون الرفقة السيئة نتيجة لانحراف الأحداث فتصبح الصداقة مسبباً وليست نتيجة، فبدلاً من أن يكون الرفاق غير المناسبين قد قادوا الطفل إلى الفساد يكون الطفل اختارهم بعد أن ظهرت سلوكيات غير جيدة لديه.

والمحير في علم السلوك الاجتماعي انه رغم علم الطفل أن هذه الصداقات لها تأثير سيئ عليه، إلا انه يستمر في صداقته لهم، ويعلل ذلك بعدة أسباب منها: حاجة الطفل المؤقتة للتمرد وتأكيد الذات واستقلاليته عن والديه . منها يعود لقلة الثقة بالنفس فيأخذ من هؤلاء الأصدقاء قوة أو حماية لنفسيته الضعيفة، والبعض الآخر يأخذ صداقته لهم من موقف عنادي يعقده بين نفسه وأهله خاصة إذا تم منع الطفل من مصاحبة أحد بعينه،

وفي هذه الحالة لا بد أن يكون عند الوالدين إيمان بطبيعة طفلهما وقدرته على مواجهة المواقف الصعبة والثقة في تربيته، وهذا لا يعني أننا نترك الطفل ولا نهتم بمعرفة أصدقائه، بل العكس يفترض أن يشعر الطفل أن اصدقاءه مرحب بهم في البيت ويجب بذل أقصى جهد لمقابلتهم والتعرف على آبائهم، فهذه الخطوة سوف تعرف الأب على قيم أصدقاء ابنه، وتجعلهم أكثر حباً بتواجدك معهم وتشاركهم الآراء، ومن هنا يمكن للأب ان يستخدم المنطق في توضيح القرارات والمتطلبات فيكوّنون صورة غير التي يتوقعونها من تسلط وسيطرة الأب، فيتقبلون النقد الموضوعي.

فالعلاقات الأبوية القوية الموثقة بالحديث الودي والمشاركة والإصغاء والإفصاح تجعل حاجة الطفل للصداقات محدودة، فيكون في اختيارهم رؤية وتميز.

أما الآباء الذين يفشلون في إيجاد مثل هذه العلاقة فانه من الأفضل ان يجد أحد المقربين للطفل لفتح خط اتصال مع الطفل ليعلمه ما يجب معرفته عن الأصدقاء..

[color:cdb1=sandybrown:cdb1]وأخيراً.. إذا كان الطفل لديه أصدقاء سوء فإن الوقوف بالطفل على اخطائهم وزلاتهم يأتي بنتائج جيدة للانسحاب من صحبة أولئك الأصحاب..

زائر

مشكور بهاء على موضوعك

موضوع مفيد وحلو ويستاهل النقاش